الأحد، 1 سبتمبر 2013

( دائما لاتنظر للمصب وإنظر للمنبع )

مقال بعنوان 
( دائما لاتنظر للمصب وإنظر للمنبع )

بقلم
الحيسوني أحمد


     تنظر لبيت العرب والإسلام لكنك ترى الواجهة الأولى تطل بنا على حضارة الغرب بينما تطل الواجهة الخلفية لحضارتنا التي تناسيناها على مر السنين وجعلنا منها عبئ على أكتافنا , لعل إدراكنا للقيمة يعد مضيعة للوقت لا طالما أن كل شئ ميسر , ولكن نظرتنا أصبحت مادية بحتة حتى ترى كل من يراك هكذا .

     ويسكن بنفسك سؤالآ لما حال بنا الحال لهذا الدرك من الثقافة , هل هو إستيفاء حاجاتنا حتى لا نهتم للأشياء المعنوية , البعض يقول ماهذا الهراء الذي تتكلم فيه , فهناك من يجعلك ترى الأشياء بإيجابية ووضوح أكثر وهناك من يجعلك ترى الأشياء بسواد , والبعض يردد إنها مضيعة للمجهود الذي نبذله نحن الجنود المجهولين بالمجتمع الذين لهم حراك قوي وفعال للتغيير الفكر الجاري والذي لايثوب فعلهم إلا الله سبحانه .

     لأن إهتمامنا للأشياء المعنوية يعد تطورآ في نهض الثقافة من جديد وترى ذلك في المعلم الذي يبذل الجهد بإيصال المعلومة بنزاهة مهنية وترى موظف الدائرة الحكومية يتفانى في عمله ولايحتاج المواطن لحرف الواو ولاتظهر المحسوبيات وترى المشاريع تنجز في مدة وجيزة , لأن التدرج في الحياة وإنتقالنا من مرحلة إلى مرحلة بمبدأ معنوي أي عندما تكون علاقة مع شخصآ ما تكون العلاقه لشخصه ليس إلى منصبه أو لخدمه يؤديها لك إلخ , لو سلكنا طريق العلاقات لابد أن تكون بهذا المبدأ حتى تتواجد الراحة النفسية بتلك العلاقة , أما لو سلكت الطريق الأخر كانت لك مغبة لأنها لاتستمر ولكنها تستمر لطالما كان الإمداد ساريآ . 

     دائما لاتنظر للمصب وإنظر للمنبع لتظر لك المشكلة بشكل أوضح مثلا الوضع الراهن لثقافتنا لنحلل المعطيات التي أوصلت لهذا المستوى , لأن معدل إستهلاكنا أصبح أكثر من إنتاجنا وأرى لايوجد إنتاج سوى إنتاج البشر بدون فكر مجرد بشر للإستهلاك لا للإنتاج وتنظر للمشكلة من ناحية الأدوات والتقنيات التي إستخدمت , مثلا حقل التعليم الذي يعد من أهم بل الأهم الركائز الأساسية للثقافة ولكن ترى المبنى مستأجر ترى المعلم ليس له رغبة بالتعليم مجرد وظيفة لتقاضي الراتب وترى المنهج قديم ومؤلفو المناهج من العصر القديم , بالله عليك كيف تحصل على الثقافة وأنت تمشي بإتجاه معاكس , وكانت المخرجات متوقعة لأننا لم نبذل شئ في سبيل الفكر وإهتممنا بالأشياء المادية أكثر من المعنوية ولم نلقي لها بالآ ونعزي حالنا على ماوصلنا إليه .



بقلم
الحيسوني أحمد